الرجل الخبيث المخادع

قال كليله لدمنة: لا تلجأ في اعمالك الى الكذب والمكر والخداع يا دمنة، حتى لا يحدث لك مثل ما حدث الى الرجل الخبيث شريك الرجل المغفل، وهنا سأل دمنه وما هو الذي حدث للرجل الخبيث يا كليلة، قال: زعموا انه كان هناك رجل خبيث جدا، يعمل مع رجل مغفل وطيب، كانت بينهم مشاركته عمل وبينما هم في الطريق سائران في رحله عمل الى الريف، فوجدا بعض الاموال وكانت 1000 دينار، فرحوا كثيرا.

قال المغفل الى الخبيث أعطني نصف المبلغ الذي وجدناه، رد الخبيث وقال من واجبي ان انصحك بما فيه مصلحتك يا صديقي، وهو ان نأخذ القليل من الدنانير نقضي حاجتنا ونضع باقي المبلغ في مكان امين، فاذا احتاجنا له عندنا اليه وأخذناه، فوافق الرجل المغفل وذهب الى مكان أسفل شجره ضخمه ودفنا المبلغ هناك. 

وبعد يوم عاد الرجل الخبيث الى الشجرة واخذ الفلوس كلها، وبعد اسبوع شاهد الرجل الخبيث الرجل الطيب وكان ذاهب الى الشجرة حتى يأخذ الدنانير، وقال له انتظر سوف اذهب معك ذهبا الى الشجرة في واخذا يحفر فلم يجد شيئا، اخذ الخبيث يصرخ ويولول ويتهم الرجل المغفل بانه سرق امواله كلها، ويقول له لا يصدق أحد بعد اليوم، انت لقد عدت الى الشجرة واخذت الفلوس، كان المغفل يحلف انه لم يفعل ذلك انه لم يأتي الشجرة يأخذ الفلوس، ولكن الخبيث أصر على كلامه واخذه الى القاضي. 

قال له سوف اذهب الى القاضي حتى تعطيني الفلوس الذي سرقتها، ذهبا الى القاضي وامام القاضي اخذ الخبيث يصرخ ويقول بان الرجل المغفل سرق امواله كلها، قال القاضي هل يشهد أحد وهو يسرق فقال الخبيث الشجرة تشهد انه سارق، فقال له القاضي وكيف ذلك، قال له ان الشجرة تتحدث وهي التي سوف تشهد على الرجل السارق.

عاد الخبيث الى والده وهو سعيد وفرحان، طلب من والده المساعدة وقال له يا ابتي اريد منك ان تساعدني حتى نأخذ بعض المال، فقال له وكيف ذلك يا ابني، قال له يا ابي ان الشجرة التي دفنت فيها الفلوس هي شجره مجوفة من الداخل، سوف تدخل اليها عندما يسألك القاضي سوف تتحدث، وتقول بان المغفل هو من اخذ الفلوس، ووقتها نربح الفلوس ونجعله يعطينا مثلها. 

قال الاب يا ابني ربما انقلب السحر على الساحر، وتحولت الخدعة الى ماساه فلا استطيع ان افعل ذلك، ولكن الرجل الخبيث اخذ يقنع والده كثيرا حتى وافق، بعد ان عشمه بالمبلغ الذي سيحصلون عليه بخدعة المغفل والقاضي، و بانه سوف يحصل على مبلغ من المغفل عندما يخدعه، وافق الاب وذهب الى الشجرة و لم يجد الاب مفرا الا الانصياع والموافقة الى كلام الرجل الخبيث ابنه، ذهب معه ودخل الي جوف الشجرة و عندما اتي القاضي والرجل الطيب ومعه رجل الخبيث. 

سئل  القاضي الشجرة من سرق الفلوس  ، فقالت الشجرة سارق الفلوس هو الرجل المغفل ،  وهنا اخذ القاضي ينظر بتعجب الى الشجرة  ، ويقول هذا شيء عجيب اخذ يلف حول الشجر كثير بدهشة ، فلم يجد الجزء الموجود فيها  الذي دخل منه الرجل ، ولم يعرف كيف تكلمت الشجرة  فقال ان الشجرة فتنة ، فامر بإحضار الكثير من الحطب لإحراق الشجرة ، وقال بأن الشجرة فيها شيء شرير ، وقاموا اشعال النار في الشجرة  ، وكان الاب بداخلها يختنق هنا لم يستطيع الاب بداخلها ان يتحمل ، فاخذ يصرخ بصوت عالي ليخرجوه ، وخرج وحكى القصة وهو يموت فامر القاضي برد المبلغ للمغفل وحبس الخبيث ومات الاب احتراقا واختناق بالنار وهنا عرف الخبيث بأن المخادع هو الخاسر دوما في الحياة.