البائع الأمين
لا تنسى دائما زيارة الموقع للاستفادة من المواضيع الجديدة وايضا قصص معبرة طويلة واحيانا قصص معبرة ومؤثرة
في زمنٍ بعيد كان يوجد بائع أمين يخشى الله
ويتّقـْه، وفي إحدى الرّحلات التي كان يقوم بها ذلك البائع الأمين، بدأ يُفكّرُ في
الاستقرار في بلدته بسبب تدهور صحّته وليرتاح قليلاً من عناء السّفر ومشقّته
الكبيرة وذلك بسبب كبر سنّه، وبعد أن جمع مبلغاً يكفيه ويعيشُ به مسْروراً فآن له
أن يرتاح من عناء هذا السفر.
وذات يوم وجد البائع بيتاً جميلاً يتمشى مع
ذوقه ومع ثروته الطائلة طبعاً، فذهب البائع إلى بيت الرجل وقام بشراء البيت، وعاش
به فرحاً مسروراً، ومرّت الأيام وذات يوم نظر التاجر إلى أحد جدران البيت وقال
نفسه: لو قمت بإزالة هذا الحائط فسوف أحصلُ على منزلٍ أجمل ومساحة أكبر بكثير..
وبعد أن قام البائع بنفسه بتحطيم الجدار
وإزالته، وجد تحته العجب، حيثُ وجد البائع جرةً من الذهب مليئة بكل ثمينٍ وغالي
ونفيس، فعلم البائع الأمين أنّ هذا الذهب ليس من حقّه بل من حق صاحب البيت، فذلك البائع
يعلم جيدا ماذا يفعل المال الحرام بصاحبه فهو يضر ولا ينفع ويذهب دون بركة.
أخذ البائع الجرّة وما تحمله وذهب إلى صاحب
البيت الذي اشتراه منه ووضعها بين يديه، قائلاً له أنّه قد عثر عليها في بيته
أثناء هدم الجدار، فرد عليه الرّجُلُ قائلاً هي ليست لي بل لك فأنا بعتُ لك البيت
بكلّ ما فيه، ورفض الرجلين أن يأخذا الكنز، وتقاضيا عند قاضي المدينة، فقال لهما
القاضي: عجباً لأمركما أيُّها الرجلين الأمينين، تتنازعان على من يأخذ الكنز ثم
سأل القاضي الرجلين، فأجاب التاجر الأمين بأنّ لديه بنت وأجاب صاحبُ البيت بأنّ له
ولداً..
فقال القاضي: فليتزوج ابنتك بابن صاحب البيت،
ويُصرف على العُرس من هذا الذهب ولُتصدّق بالباقي، ورأى الرجلان أنّ هذا الحكم
عادل وقاما بالعرس على الفور وعاشوا سعداء.