السلام عليكم
قصة ليتني جوال يهتمون بي
في يوم من الايام دخل المعلم الي الفصل والقى
التحية على تلاميذه ثم طلب منهم في جدية واهتمام أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من
الله عز وجل ان يعطيهم اكثر شيء يتمنون تحقيقه في هذا العالم، وبعد انتهاء اليوم
الدراسي وعودة التلاميذ الي المنزل جلس كل منهم يفكر في امنيته، البعض تمني لعبة
جديدة والبعض تمني التفوق والنجاح والبعض تمني المصالحة بينه وبين اخوته الذي
تشاجر معهم بالأمس، وهكذا وفي اليوم التالي اعطي كل تلميذ الي المعلم الورقة التي
كتب فيها دعوته وامنيته من الله سبحانه وتعالي.
اخذ المعلم الاوراق ووعد تلاميذه أن يقرأها
باهتمام وعناية في بيته، وبالفعل جلس هناك يتأمل الاوراق ويقرأ امنيات طلابه ولكن
هناك ورقة جعلته يحزن بشدة، دخلت عليه زوجته فوجدته علي هذه الحال، سألته عن سبب
بكاءه فأعطاها ورقة التلميذ وهو يقول: خذ إقرأي موضوعه بنفسك!
كان مكتوب في الورقة كلمات مؤثرة جداً بالفعل،
حيث كتب التلميذ : إلهي ، أسألك هذا المساء طلباً خاصَّاً جداً وهو أن تجعلني جوال
فأنا اريد ان احل محله، اريد ان احتل مكانة مميزة وخاصة في المنزل، وان اصبح مركز
اهتمام الجميع، ينظرون إلي باهتمام وبأسلوب شيق، لا اريد ان اعود مجددا الي منزلي
واجد ابي مشغولاً عني بالحديث في الهاتف وامي مشغولة عني بالنظر الي بعض الصور علي
هاتفها، اريد ان اكون انا هذا الهاتف الذي يهتم به الجميع، وأخيراً وليس آخراً،
أريد منك يا إلهي أن تقدّرني على إسعاد والدي والترفيه عنهم مثلما يفعل هذا الجوال
.
انتهت الزوجة من قراءة الموضوع واخذت الدموع
تتساقط من عينيها دون أن تدرك، التفت الي زوجها وقالت: يا إلهي ، إنه فعلاً طفل
مسكين ، ما أسوأ أبويه !! ازداد بكاء المعلم وهو يقول: إنه الموضوع الذي كتبه
إبننا !
العبرة من القصة : الابناء نعمة من الله هم رأس المال والاستثمار الرابح وامتداد العمر واهم شيء في هذا العالم، عيشوا معهم ولا تعيشوا من اجلهم، فأفضل ما يمكنكم تقديمه الي ابناءكم هو الاستماع إليهم والاهتمام بحديثهم والاقتراب منهم في مراحل عمرهم الاولي.