تتجه الأنظار نحو سماء العراق بقلق وترقب، حيث تُخيّم على الأجواء ظاهرة مناخية قاسية تُعرف بـ "القبة الحرارية"، مهددةً بدفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية قد تكون الأخطر هذا الصيف. إذا كنت تشعر بأن الطقس أصبح لا يُطاق، فأنت على وشك أن تفهم السبب العلمي وراء هذه الموجة الحارقة وكيفية التعامل معها بذكاء وحذر
ما هي "القبة الحرارية" التي ستجعل حرارة العراق تتجاوز الـ 50°م؟
في هذا المقال، لن نتحدث فقط عن الأرقام، بل سنغوص في معنى هذه الظاهرة، ونحدد المناطق الأكثر تأثراً، ونقدم لك دليلاً عملياً لاجتياز هذه الأيام الصعبة بأمان.
تحذيرات من موجة حر شديدة تسيطر على معظم المحافظات، وارتفاع الرطوبة يفاقم الوضع في البصرة وميسان
ما هي القبة الحرارية التي تسيطر على العراق؟
ببساطة، تخيل غطاءً أو قبة ضخمة غير مرئية تحبس الهواء الساخن فوق منطقة جغرافية واسعة. هذا هو تماماً ما تفعله القبة الحرارية. هي عبارة عن منطقة ضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العليا تعمل كحاجز يمنع الهواء الساخن القريب من السطح من الصعود والتشتت، وفي المقابل، يضغط هذا الهواء لأسفل ويزيد من سخونته يوماً بعد يوم. النتيجة؟ موجة حر طويلة وشديدة الوطأة.
تأثير القبة الحرارية على محافظات العراق
لن يكون تأثير هذه الموجة متساوياً على جميع أنحاء البلاد، إليك التفاصيل:
مناطق الوسط والجنوب: في قلب اللهب
تعتبر محافظات الوسط والجنوب هي الأكثر تضرراً بشكل مباشر. حيث تشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة ستتجاوز حاجز الـ 50 درجة مئوية بسهولة في العديد من هذه المناطق. هذا يعني أجواء شديدة القسوة تتطلب البقاء في المنازل والمناطق المكيفة قدر الإمكان.
الخطر المزدوج في البصرة وميسان: حرارة ورطوبة
يزداد الوضع تعقيداً في محافظتي البصرة وميسان. فبالإضافة إلى الحرارة المرتفعة، من المتوقع أن ترتفع معدلات الرطوبة النسبية بشكل ملحوظ يومي الجمعة والسبت. هذا المزيج القاتل بين الحرارة والرطوبة يخلق ما يسمى بـ "الإجهاد الحراري"، حيث يشعر الجسم بالحرارة بشكل أكبر بكثير من القراءة الفعلية لميزان الحرارة، وتصبح الأجواء مرهقة وخانقة.
شمال البلاد وغرب الأنبار
لن تكون المناطق الشمالية بمنأى عن التأثير، حيث ستلامس درجات الحرارة هناك نهاية الأربعينات، وهي درجات مرتفعة جداً أيضاً. بينما ستكون مناطق غرب الأنبار الأقل تأثراً نسبياً، لكن الأجواء ستظل حارة بشكل عام.
دليلك للنجاة: كيف تحمي نفسك من مخاطر الحر الشديد؟
الوقاية هي خط الدفاع الأول والأكثر فاعلية. اتبع هذه النصائح الحيوية:
الإكثار من شرب الماء: لا تنتظر حتى تشعر بالعطش. اشرب الماء بانتظام طوال اليوم للحفاظ على رطوبة جسمك.
تجنب الخروج تماماً في ساعات الذروة: الفترة الأخطر هي بين الساعة 11 صباحاً و 4 عصراً. إذا كان عليك الخروج، فاجعله سريعاً وفي الظل قدر الإمكان.
الملابس هي درعك الواقي: ارتدِ ملابس قطنية، فضفاضة، وذات ألوان فاتحة (أبيض، بيج) لأنها تعكس أشعة الشمس ولا تمتص الحرارة.
انتبه للفئات الضعيفة: الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة (القلب، السكري، الضغط) هم الأكثر عرضة للخطر. تأكد من بقائهم في بيئة باردة.
لا تترك أحداً في السيارة المغلقة: يمكن أن تصل درجة الحرارة داخل السيارة إلى مستويات قاتلة في غضون دقائق.
وجبات خفيفة وباردة: تناول الفواكه والخضروات الغنية بالماء مثل البطيخ والخيار، وتجنب الأطعمة الدسمة والثقيلة التي تزيد من حرارة الجسم.
إن فهمنا لطبيعة هذه الموجة الحارة هو نصف الحل، والنصف الآخر يكمن في التزامنا بالإجراءات الوقائية. الأمر يتجاوز مجرد الشعور بالانزعاج، إنه يتعلق بالحفاظ على صحتنا وسلامتنا.
أسئلة شائعة حول القبة الحرارية وموجة الحر في العراق
س: ما هي القبة الحرارية؟
ج: هي ظاهرة جوية تتشكل بسبب منطقة ضغط جوي مرتفع تحبس الهواء الساخن بالقرب من سطح الأرض، مما يمنعه من الصعود والتبريد ويؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة.
س: ما هي أعلى درجة حرارة متوقعة في العراق بسبب هذه الموجة؟
ج: من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية، خاصة في مناطق وسط وجنوب العراق.
س: لماذا تعتبر الأجواء في البصرة وميسان مرهقة بشكل خاص؟
ج: بسبب اجتماع الحرارة المرتفعة مع ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية، مما يسبب "الإجهاد الحراري" ويجعل الحرارة المحسوسة أعلى من المسجلة على ميزان الحرارة.
س: هل كل مناطق العراق ستتأثر بنفس الشدة؟
ج: لا، ستكون مناطق الوسط والجنوب هي الأشد تأثراً، تليها المناطق الشمالية، بينما تكون مناطق غرب الأنبار هي الأقل تأثراً نسبياً.
س: ما هي ساعات اليوم التي يجب تجنب التعرض للشمس فيها؟
ج: ينصح بشدة بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الظهيرة، وتحديداً الفترة ما بين الساعة 11 صباحاً و 4 عصراً.
س: ما هي أهم نصيحة للوقاية من مخاطر هذه الموجة؟
ج: أهم نصيحتين هما: الإكثار من شرب المياه والسوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، وتجنب الخروج والتعرض للشمس خلال ساعات الذروة الحارة.
س: ما هو الإجهاد الحراري؟
ج: هو الحالة التي يشعر بها الجسم عندما يفشل في تبريد نفسه بفعالية بسبب الرطوبة العالية التي تمنع تبخر العرق، مما يزيد من الشعور بالحرارة والإنهاك.
س: هل تصل الحرارة إلى 50 درجة في شمال العراق أيضاً؟
ج: لا، التوقعات تشير إلى أن الحرارة في شمال البلاد ستصل إلى نهاية الأربعينات، وهي درجة حرارة مرتفعة جداً لكنها أقل بقليل من المسجلة في الوسط والجنوب.